العسكري عليه السلام فإنه بناء على ما ذهب إليه بعض الباحثين من أن (تسفير) الإمام الهادي من المدينة المنورة في سنة 232 أو 234 هـ يعني أن الإمام العسكري كان في سنته الأولى أو أن عمره ثلاث سنوات، بينما سيكون عمره الشريف حين مغادرة المدينة قريبا من سن الحادية عشر بناء على الرأي الآخر(أنه كان في سنة 243 هـ) والذي نتبناه وهو ما أشار إليه الشيخ المفيد ورواية الكليني.

3/ الإمام العسكري في فترة إمامة أبيه:

قد لا نجد حدثا خاصا في حياة الإمام العسكري عليه السلام أيام إمامة أبيه، سوى النصوص على إمامته، وتعريف الشيعة به، ليتولوه ويؤمنوا بإمامته بعد شهادة أبيه، وحيث كان أولاد الإمام عليه السلام متعددين، وبعضهم كان يتوقع أن يحل محل أبيه ـ لفضله علمًا وعملًا ولكبر سنه ـ فقد بادر الإمام الهادي في وقت مبكر إلى النص على إمامة الحسن ابنه وتعريف الشيعة به، ونفي الإمامة عن سائر أولاده، فقد روي عن عليّ بن أحمد النوفليّ أنه قال: كنّا مع سيّدنا أبي الحسن عليه السلام، فمرّ به ابنه أبو جعفر(السيد محمد)،[1]فقلنا له: هذا صاحبنا بعدك؟ فقال عليه السلام: لا. فقلنا له: ومن هو؟ فقال: ابني أبو محمّد الحسن، لا محمّد، ولا جعفر..[2]

[1]) ذكرنا شيئا من ترجمته وفضله في كتابنا: النقي الناصح علي بن محمد الهادي.

[2]) الخصيبي؛ الحسين بن حمدان: الهداية الكبرى ٣٨٦.