نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 16
وسنتأمل
في بعض نصوص إمامته، لنلاحظ:
أولا:
أن فيها نفيًا لإمامة سائر أولاد الإمام الهادي عليه السلام، سواء الصالح منهم
والعالم كالسيد محمد (أبي جعفر) أو السيء كجعفر (المعروف بالكذاب). وفي هذا من
التأكيد ما يقطع أي احتمال لشخص آخر. وقد مر في الرواية المذكورة آنفا هذا المعنى.
ثانيا:
ان في هذه النصوص تأكيدًا على فكرة البداء.. ومن المهم أن نشير إليها؛ فإن حقيقتها
هي إبداء[1]أمرٍ
للناس بعدما كان خافيًا عليهم لسببٍ أو لآخر، بمعنى أن الناس ربما يتوقعون أن يكون
الأمر بنحوٍ معين، على حسب مقاييسهم، ويُترك الأمر هكذا من
[1]
) لتفصيل المطلب يمكن مراجعة كتاب الإلهيات للشيخ السبحاني 574 ،
فقد ذكر هناك ما خلاصته: أن بدو الشيء لله بعدما كان خافيا عليه لا يؤمن به من
يعرف الكتاب والسنة، حيث تصرح نصوصهما بأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في
السماء وأن من زعم أنه يبدو لله شيء لم يكن يعلمه فينبغي البراءة منه، ومع ذلك
يصرحون بأنه ما عبد الله بشيء مثل البداء، ففيما زعم اليهود أن يد الله مغلولة،
وأن الأمور جرت بنحو لا يمكن تغييره، آمن أهل البيت بأن النسخ التشريعي للأحكام بل
والتكويني ممكن وواقع، وأن إبداء الله سبحانه ما كان خافيا على الناس وهو محفوظ في
علمه، هو من التوحيد والاقرار بقدرة الله على كل شيء، والبداء في التكوينيات هو
مثل النسخ في التشريعيات. لا يستلزم عدم العلم في جهة الله سبحانه وإنما هو إظهار
شيء للناس كان خافيا عليهم من المصلحة في الحكم المنسوخ أو الواقعة التي تم
إبداؤها. ولا ينبغي أن يكون الشخص أسير اللفظ بحروفه فكم في القرآن من مجازات لو
جمدنا على نصها الحرفي لسببت الجهل بالله ، أفهل يمكن أن ننسب النسيان لله حقيقة
كما في آية ( نسوا الله فنسيهم )؟ أو ينسب إليه ـ تعالى شأنه ـ الأسف والحزن ؟ كما
في قوله ( فلما آسفونا انتقمنا منهم )؟
نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 16