ثالثا: لا بد أن نلفت نظر القارئ العزيز إلى نقطة مهمة وهي تجيب على كثير من الأسئلة، منها أنه كيف عرف جماعةٌ النصَّ على هذا الإمام ولم يعرفه غيرهم؟ أو كيف أن فلانًا وهو من النخبة لم يسمع النص أو لم يروه عن الإمام على خليفته ووصيه؟

وجوابه: أن قسما من السائلين يتصورون ذلك الزمان بمقاييس هذا الزمان، وهذا خطأ كبير. ففي مثل زماننا لو أن مرجعًا مات و تصدى آخر للمرجعية فلا تبقى بلدة ولا مدينة إلا وعرفته لسهولة التواصل بين الناس. وهذا بخلاف تلك الأزمنة فلا سهولة للتواصل، ولا حرية كافية لنشر هذه التعاليم بين الناس!

وأمام هذه المسألة فقد كانت النصوص على الإمام تتخذ أشكالًا مختلفة؛ وبمقدار ما كانت تتيحه الظروف الموجودة (سياسية وأمنية وغيرها) فقد يسمعه شخص على انفراد وقد يكون في مجموعة، وقد يكون مع حادثة خاصة كأن يمر الحسن على جماعة ومعهم والده الهادي فيشار إليه بالإمامة،[1]ويكون غير الحاضرين لهذا المجلس أو الحادثة غير عارفين بهذا النص، وهكذا.. لكننا نعتقد أن الإشارة إليه والنص عليه بدأ مع بداية

[1]) المصدر نفسه 2/١١٣. عن عليّ بن عمر النوفليّ قال: كنت مع أبي الحسن عليه السّلام في صحن داره، فمرّ بنا محمّد ابنه فقلت له: جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال: لا، صاحبكم بعدي الحسن.