رابعا: نلاحظ أن في بعض نصوص الإمامة على العسكري عليه السلام، تنويهًا بذكره بل وبذكر ابنه الإمام الحجة المهدي عجل الله فرجه الشريف. وهذه النصوص كأنها تصيب هدفين في وقت واحد، وفي ما يرتبط بالإمام الحجة تصرح بإمامته قبل ولادته.

فعن داود ابن القاسم قال:« سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت: ولِمَ جعلني اللّه فداك؟ فقال: إنّكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه، فقلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجّة من آل محمّد عليهم السّلام.»[1]وهذا يعني أن الإمام الهادي عليه السلام قد وضع خارطة طريق للشيعة في كيفية التعامل مع قضية الإمام المهدي في ذلك الوقت، بما يتناسب مع الظروف المحيطة.

4/ اعتقال الإمام العسكري أيام الخلفاء :

عاصر الإمام الحسن العسكري عليه السلام قبيل فترة إمامته وفيها أربعة من الحكام العباسيين:

[1]) الكليني: الكافي ـ دار الحديث ـ ٢/١٢١ عن داود ابن القاسم قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت: ولم جعلني اللّه فداك؟ فقال: إنّكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه، فقلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجّة من آل محمّد عليهم السّلام.