نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 66
وحاصل
هذه الفكرة أن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بنوا لشيعتهم مجتمعاً خاصاً بهم
يعيش في داخل المجتمع الإسلامي ولكنه ليس ذائبًا فيه ولا مواجهًا له، لا هو محارب
لذلك المجتمع ولا هو منساق معه.
ويظهر
أن هذا الطريق هو سبيل المؤمنين تاريخيًّا فقد ورد في تفسير آية (وَأَوْحَيْنَا
إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا
وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ
الْمُؤْمِنِينَ )[1]ما
يفيد هذا المعنى.
كما أن
فرض الهجرة إلى المدينة في أول أمر الإسلام على المسلمين كانت لهذا الغرض، حتى إذا
استقوى الدين انقطعت الهجرة (الفيزيولوجية) وبقيت هجرة المعاصي وأهلها.
ولم
تبدأ القضية من أيام الإمام العسكري وإنما كان تتويجها وتمامها في عصره عليه
السلام، ذلك أنه وخصوصا بعدما استشهد الإمام الحسين عليه السلام سنة 61 هـ كان
أمام شيعة أهل البيت عليه السلام أحد ثلاثة طرق:
الطريق
الأول: أن يذوب مجتمعهم في المجتمع العام ؛ بمعنى أن
يكون فقههم هو الفقه الرسمي العام، وأن تكون عباداتهم على طبق ما يقوم به حكّام
المسلمين في ذلك الوقت - بنو أمية ومن بعدهم بنو العباس – وكذلك تصبح عقائدهم
وتشريعاتهم