نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 124
فظهر أنّ الحلف من متفرّعات البلوغ و التصميم، فهو عهد جدّى و تصميم
نهائى في العمل و الإقدام على أمر، و هكذا النعمة: فهي ترجع الى إظهار الرحمة و
الانتهاء في العطوفة. و كذلك النعمة الخاصّة الّتى هي الألية في الشاة. و كلّ هذه
المعاني في قبال التواني و التقصير.
و تبيّن أنّ مفهوم الأَلَى: ليس مرادفا للنعمة، بل كلّ ما يعدّ من
مصاديق الإكمال في الرحمة و البلوغ في العطوفة، سواء كان بالأمر أو بالتقدير أو
بالخلق أو بتهيّة الأسباب أو بالنظم أو بالنعم العموميّة، ظاهرة أو باطنة، دنيويّة
أو اخرويّة. و هذا المعنى يظهر عند التدبّر في مصاديق الآلاء في سورة الرحمن:
فمصاديق الآلاء في تلك الآيات الكريمة مختلفة جدّا، و الجامع بينهما
مفهوم الانتهاء في الإحسان و البلوغ في إظهار الرحمة و عدم التقصير فيه.
فَاذْكُرُواآلاءَاللَّهِ وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ 7/ 74.
كلّ نعمة و رحمة و فضل و إحسان منه تعالى، ماديّا أو معنويّا،
ظاهريّا أو باطنيّا.
و قد يستشكل بأنّ العذاب كيف يكون من النعم على العباد؟
فيقال: البلوغ في إحقاق الحقّ و الانتهاء في بسط العدل و إجراء الحكم
و القانون و حفظ النظم: كلّها من الرحمة و النعمة و من الألى، كما في-وَ وَضَعَ الْمِيزانَ ...،وَ أَقِيمُوا الْوَزْنَ ...،سَنَفْرُغُ لَكُمْ ...،يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ ...،فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ
عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ ...،هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي
يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ...،فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي ...،فَبِأَيِآلاءِرَبِّكُما تُكَذِّبانِ.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 124