يراد من كانوا مخاطبين حين نزول الآية، كما في الآيتين، و هم الخمسة
النجباء المعصومون الّذين استقرّوا تحت الكساء بأمر من رسول اللّه (ص).
و لا يخفى أنّ كلمة [أهل البيت] مركّبة: يراد بها البيت المصطلح في
علم الرجال، و يعبّر عنه بالفارسيّة بكلمة- خانواده، و ليست بتقدير كلمة اخرى
مضافة اليها، كما توهّمها بعض المفسّرين، ففسّروها بقولهم- أهل بيت رسول اللّه.
و الحذف و التقدير خلاف الأصل في الكلام الفصيح، مع أنّ ظاهر إطلاق [أهل
بيت الرسول] عدم شمولها لنفس الرسول، و كذا في الآيتين- بالنسبة الى عمران و
إبراهيم (ع).
و سيجيء أنّ حقيقة معنى البيت هي المأوى و المآب و مجمع الشمل ليلا.
و أمّا التناسب بين آية التطهير و ما قبلها و بعدها، من نزولها في
نساء النبىّ (ص): فانّ الجامع بينها كونها مربوطة الى أهل البيت (خانواده) بمعناها
العرفىّ الظاهرىّ العمومىّ، و هذه الآية بقرينة نزولها في الخمسة أهل الكساء: تثبت
أنّ مصداق أهل البيت الخاصّة بحكم التطهير منحصر في الخمسة. و هذا الترتيب و ذكر
هذه الآية الشريفة فيما بين تلك الآيات للاشارة الى أنّ اهل البيت الّذين يجب
اتباعهم و ينبغي أن يكونوا قدوة للناس هم الخمسة، و النساء خارجات عنها- راجع
البيت.