responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 1  صفحه : 183

حزن يقال له التأوّه، و يعبّر بالأوّاه عمّن يظهر خشية اللّه تعالى. و قيل في قوله تعالى:

أَوَّاهٌ‌ مُنِيبٌ‌- أى المؤمن الداعي. و أصله راجع الى ما تقدّم.

لسا- ابن المظفّر: أوّاه‌ و أهّه إذا توجّع الحزين الكئيب فقال آهَ أو هَاهِ عند التوجّع، و أخرج نفسه بهذا الصوت ليتفرّج عنه بعض مآبه. و رجل‌ أَوَّاهٌ‌: كثير الحزن، و قيل هو الدعّاء الى الخير، و قيل الفقيه، و قيل المؤمن، و قبل الرحيم الرقيق.

و التحقيق‌

أنّ‌ آهِ‌ و نظائرها من أسماء الأصوات: و هي ألفاظ تخرج عن فم الشخص المتوجّع الحزين، و اختلاف الصيغ و الألفاظ إنّما يحصل باختلاف الحالات في الحزن و التوجّع، فبمقتضى كلّ حالة يظهر لفظ مخصوص من جهة الحركات و الحروف و المدّ و القصر.

ثمّ اشتقّ منها الفعل بالاشتقاق الانتزاعى كما في الجوامد.

فهذه المادّة إنّما تدلّ على التوجّع و الحزن ليست إلّا إِنَّ إِبْراهِيمَ‌ لَأَوَّاهٌ‌ حَلِيمٌ‌- 9/ 114.

إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ‌ أَوَّاهٌ‌ مُنِيبٌ‌- 11/ 75.

فانّ المؤمن العارف باللّه لا يزال متوجّعا في قبال قصوره و عجزه و فتوره، و حزينا لما يفوت عنه من وظائف العبوديّة للّه المتعال، و متألّما عمّا لا يقدّر أن يعبد كما ينبغي و يليق بعزّ جلاله و عظمته. فيدوم خضوعه و خشوعه، و لا يزال يدرك فقره و قصوره و ذلّه في نفسه.

و هذا المعنى من لوازم الحلم و الإنابة، فانّ الحلم هو طمأنينة النفس و سكونها بحيث لا يحركّها الغضب حتّى يحجّب العقل، و يضعف الإدراك و العمل الصالح. و الإنابة هو الرجوع الى اللّه المتعالي و التوجّه اليه و الانقطاع عن العلائق الماديّة، فإذا حصل الحلم و الانابة يتمكّن صاحبه من الحزن في نفسه، فهو أوّاه‌.

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست