responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 1  صفحه : 241

علمه و قدّرت قبل تحقّقها.

هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ‌ الْبارِئُ‌ الْمُصَوِّرُ- 59/ 24.

فيعلم من هذه الجملة أنّ مرتبة البرء بعد الخلق و قبل التصوير، فالخلق مقام التقدير، و البرء مقام التكوين و الإيجاد على وفق ما قدّر، و التصوير تعيين الخصوصيّات.

فحقيقة الخلق هو إيجاد مع التقدير، و التقدير الكلّى العلمىّ اوّل مرحلة التكوين، و إذا انتهى التقدير الى مقام العمل و الفعليّة و الإيجاد الخارجي فهو البُرْءُ، ثمّ مقام التصوير.

و يطلق الخلق عرفا على مجموع هذه المراتب من التقدير و التكوين و التصوير، إذ هو أعمّ من الجهة النظرىّ العلمىّ و العمليّ الخارجىّ.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ.

و قد عبّر هنا بالبريّة دون الخليقة، و كذا قبلها: أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ- 98/ 6.

فانّ العمل الصالح و الشرك بعد التكوين و التحقّق خارجا، و لا يناسب هذا المقام التعبير بالخليقة فانّها تشمل مرتبة التقدير.

و ظاهر هذه الكلمة أن تكون من مادّة برى، و قلنا إنّ هذه المادّة و مادّة برأ مرجعهما واحد لفظا و معنى- راجع- برى.

فَتُوبُوا إِلى‌ بارِئِكُمْ‌ ...، خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ‌- 2/ 54.

ذكر هذا الاسم في هذا المقام أنسب من اسم الخالق، فانّ التوبة تناسب الرجوع و التوجّه الى من أوجد و كوّن دون من قدّر الخلق.

و في هذا التعبير لطف آخر، و هو الإشارة الى أنّ اللّه المتعال أوجدهم مبرّؤون من النواقص و العيوب و أكمل وجودهم و أنهى ما قدّر الى الفعليّة، فلازم لهم أن يتوبوا اليه شكرا و حمدا له تعالى.

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست