أى ذات أبنية عالية متجلّية مشرقة جالبة، و هي الكواكب، و معلوم أنّ
الأبنية و البروج في كلّ محلّ بحسبه، و بروج السماء بهذه العظمة و السعة الّتى لم
تدرك الى الآن منتهاها: لا بدّ أن تكون ملايين من الكواكب العظيمة البناء. التي
توصف في الكتب المربوطة.
فيعلم أنّ المراد بها البروج الّتى تتراءى للناظرين، و لا شكّ في
انحصارها في الكواكب.
و أمّاالبُرُوجُالمصطلحة في كتب النجوم فهي منازل اعتباريّة لمسير الشمس في السنة
الواحدة، و كذلك فلك البُرُوجُ المصطلح عندهم.
و أمّا التعبير في الموارد المذكورة بالبروج دون الكواكب و النجوم:
فانّ مقام التنبيه على الجلال و العظمة يقتضى ذلك، فانّ البروج كما قلنا تدلّ على
البنيان الرفيع العالي المتجلّى المتظاهر.
أى لا يتظاهرن و لا يردن الاستعلاء و التجلّى و جلب النفوس، و معلوم
أنّ التظاهر و الاستعلاء في كلّ نوع بحسبه، ففي المرأة بالتزيّن في مقابل الأجانب
قولا و عملا و سلوكا و مشيا و لمزا و نظرا.
فكلّ حركة أو سكون من المرأة يجلب نظر الأجنبىّ و يقتضى نفوذها فيه و
يوجب التظاهر و التجلّى و الاستعلاء في قباله: فهو تبرّج منهىّ في القرآن الكريم،
و صاحبه مخالف أمر اللّه المتعال و من أهل الجاهليّة.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 243