نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 282
وَ آتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَمُبْصِرَةً- 17/ 59.
وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِمُبْصِرَةً- 17/ 12.
الإبصار هو النظر الدقيق و الإشراف، و نتيجته حصول المعرفة و العلم.
و هذا النظر قد يكون بقصد الإفادة و الإحسان، أو بقصد الأخذ و العقاب، أو بقصد
التفقّد و قضاء الحوائج و نظم الأمور و تدبير المعيشة، أو بقصد الاستفادة بأىّ
صورة من الصور.
و القسم الآخر يتحقّق من الداني، و الأقسام الباقية إنّما تكون من
العالي الى الداني.
فالغرض من الإبصار و نتيجته يختلف باختلاف المبصر مرتبة و مقاما،فَالْإِبْصَارُمن اللّه غير إبصار العبد، و إبصار
العبد غير إبصار الآيات، و إبصارها غيرمُبْصِرِيَّةِالنهار أو الناقة. و الجامع بينها: هو النظر الدقيق لغرض ما من احسان
أو قضاء حاجة أو تدبير معيشة أو غيرها.
فَمُبْصِرِيَّةُالآيات و النهار: عبارة عن نظرها التكويني و مقابلتها الناس للافاضة
و الافادة و التدبير بأنوارها معنويّة أو مادّيّة.
ومُبْصِرِيَّةُالناقة: باعتبار أنّها كانت آية بيّنة من آيات اللّه تعالى، و كان
لها نظر تكوينىّ في هداية الناس و إفاضتهم.