و قلنا إنّ التشريع هو توضيح ما أبهم في التكوين و تبيينه، و لا
اختلاف بين التكوين و التشريع، و التشريع هو تكميل النعمة و إتّمامها-وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ
نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً- 31/ 20-الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِيراجع مادّة بطل، فحش، نعم.
لا تَتَّخِذُوابِطانَةًمِنْ دُونِكُمْ- 3/ 118.
لا يبعد أن يكون البطانة مصدرا في الأصل من البطون كالخياطة و
السفارة، ثمّ جعل بمعنى المفعول و اسما للمبالغة، فهو بمعنى السريرة و باطن اللباس
و من يتّخذ للأسرار و خاصّة الرجل، فالبطانة من الأصحاب من يكون مخصوصا و مقام
صحبته مخفيّا و من يلقى اليه الأسرار.
فيظهر أنّ البطن مطلق ما يقابل الظهر من بلد، أو حيوان، أو انسان،
معدة أو رحما أو مطلق ما يبطن و يكون في مقابل الظهر. و في هذا دلالة أيضا على أنّ
الأصل فيها هو البطون.