فمقابلة البغتة بالجهرة تدلّ على أنّ حقيقة البغتة: عبارة عن إتيان
شيء بدون إعلام و إظهار. فانّ الجهرة هو العيان و الظهور.
و بهذا يظهر الفرق بين البغتة و الفجأة: فانّ الفجأة هو الإتيان بدون
مقدّمة و الهجوم دفعة. و امّا البغتة فهو الإتيان من غير عيان و إظهار.
فمجيء الساعة و العذاب و الأخذ من هذا النوع. و هذا التعبير ألطف من
الفجأة، فإنّ مجيئها ليس بلا مقدّمة، بل بلا مقدّمة ظاهرة.
فعلى هذا لا يصحّ التعبير في الآية- أتاكم عذاب اللّه فجأة أو جهرة.
و يدلّ على هذا المعنى ايضا: جملة-وَ أَنْتُمْ لا
تَشْعُرُونَ*- بعد
آية 39/ 55 و 7/ 95 و 26/ 202 و 29/ 53 و غيرها، فانّالْبَغْتَةَهو المجيء بدون إعلام و إظهار، و
أمّا المقدّمات فموجودة. فيكون ذكر هذا القيد بعد كلمة الفجأة زائدا، لفقدان
مقدّمة ظاهرة أو باطنة فيها حتّى يمكن الشعور بها.
بغض
مقا-بُغْضٌ: أصل واحد و هو يدلّ على خلاف الحبّ، يقالأَبْغَضْتُهُأُبْغِضُهُ.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 305