و كذلك إذا كانت قرينة اخرى لفظيّة أو مقاميّة-فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَباغٍوَ لا عادٍ* ...،ذلِكَ جَزَيْناهُمْبِبَغْيِهِمْ ...،فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا
مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُبَغْياًبَيْنَهُمْ ...،فَأَتْبَعَهُمْ
فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُهُبَغْياًوَ عَدْواً ...
فالتعدّى و التجاوز الزائد على الطلب الشديد إنّما يستفاد بالقرائن،
و الأصل الواحد محفوظ في جميع هذه الموارد.
و إذا خلت عن القرينة: فالمراد هو الطلب الشديد.
ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ ...،قالُوا يا أَبانا مانَبْغِي ...،أَ فَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ ...،وَلِتَبْتَغُوامِنْ فَضْلِهِ* ...،تَبْتَغُونَعَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا ...،وَابْتَغُواإِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ.
ثمّ إنّ شدّة الطلب قد يكون مقدّرا، بمعنى أنّ استعمال هذه المادّة
يكون في مورد يقتضى تحقّق الطلب الشديد، إمّا لعظمة المطلوب و علوّه-أَنْتَبْتَغُوافَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ ...،وَابْتَغِفِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ...
فظهر أنّ هذه المادّة ليست بمعنى الفساد و لا الزنا و لا الظلم و
الاعتداء و لا الحاجة و لا غيرها، بل الحقيقة فيها هي الطلب الشديد، و هذا المعنى
ينطبق بالقرائن على مفاهيم مختلفة، باقتضاء المقام و بتناسب من ينسب اليه.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 310