أى يتقوّم بهم اليأس الشديد التوأم بالخفض و الفقر بما قدّمت أيديهم
و بما أجرموا.
فظهر أنّ الإبلاس مرتبة شديدة و كاملة من اليأس. و لا يخفى أنّ اليأس
من أشدّ العذاب يوم القيامة، و لا عذاب أشدّ منه، و من كان في حالة اليأس الشديد:
لا يدرك عذاب النار و أهوالها، و يتعقّبه الأسف و الحسرة-قالُوا يا حَسْرَتَنا
عَلى ما فَرَّطْنا فِيها.
و أمّا كلمةإِبْلِيسُ: فذكر الاختلاف فيه.
المعرّب- ص 23- و إبليس: ليس بعربىّ و إن وافق أبلس الرجل، إذا
انقطعت حجّته، إذ لو كان منه لصرف، ألا ترى أنك لو سمّيت رجلا بإخريط و إجفيل
لصرفته في المعرفة. و منهم من يجعل اشتقاقه من أبلس يبلس اى بئس، فكأنّهأَبْلَسَمن رحمة اللّه، أى يئس منها، و
القول هو الأوّل.
أقول: و لم نجد أحدا يتعرّض بمأخذ هذه الكلمة، و يحتمل أن يكون
مأخذه:
مادّة [بالوس] المخلوط و غير المغربل، [بالس] خلط و مزج.
أو مادّة [بالش] بحث و فتّش و تحرّى. [بلاش] الشرطىّ السرّى، و
بوليس سرّى كما في- قع.
هذا بمناسبة أنّ إبليس متحرّى و بوليس سرّىّ داخلىّ، أو أنّه لم يكن
خالصا صافيا بل ممزوجا ثمّ امتحن و غربل- راجع شطن.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 331