و الفرق بين البلو و الإبلاء و المبالاة و الابتلاء: هو اختلاف
مقتضيات صيغها، فانّ في الإبلاء توجّه مخصوص الى جهة صدور التحويل من الفاعل و نظر
خاصّ الى قيامه به-وَلِيُبْلِيَالْمُؤْمِنِينَ. و في المُبَالاةِ توجّه مخصوص الى استمرار الفعل و إدامته- و هو لا
يبالى بهذا الأمر. و في الابتلاء توجّه مخصوص الى صدور الفعل بالطّوع و الرغبة و
الارادة الخاصة.وَ إِذِابْتَلىإِبْراهِيمَ رَبُّهُ ...،فَأَمَّا الْإِنْسانُ
إِذا مَاابْتَلاهُرَبُّهُ ...،مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍنَبْتَلِيهِ ...،هُنالِكَابْتُلِيَالْمُؤْمِنُونَ ...،وَابْتَلُواالْيَتامى.
ففي التحويل في هذه الموارد نظر خاصّ و توجّه مخصوص الى صدور الفعل،
و قد صدر التحويل على جهة رغبة و اختيار و ميل خاصّ.
و الفرق بين البلو و التحويل: انّ البلو إيجاد تحوّل يلازم المضيقة و
المحدوديّة و لو بتوجّه تكليف أو حكم. بخلاف التحويل فانّه أعمّ من أن توجد حالة
منبسطة أو منقبضة.
ثمّ إنّ التحقيق في مفاهيم كلمات-بَلِيَيَبْلَى- بَلْ- بَلَى: يقتضى أن تكون هذه
الكلمات مأخوذة من البلو، فإنّ إيجاد التحول منظور في هذه الألفاظ بزيادة خصوصيّة
في كلّ واحد منها، و كذلك البال.
أمّا كلمةبَلِيَ: فهي بمناسبة الكسرة في العين تدلّ على التحوّل الى جهة السفل، فيقال
بلى الثوب إذا خلق.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 337