و في مصبا- بَلِيَ الثوب يبلى من باب تعب بلى بالقصر و الكسر و بلاء بالفتح و المدّ: خلق، فهو بال، و بلى الميّت: أفنته الأرض.
هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَ مُلْكٍ لا يَبْلى- 20/ 120.
أى لا يزول و لا يضعف.
و أمّا كلمة بلى: فهي تدلّ على التصديق و تحويل النفي الى الإثبات و ذلك بمناسبة الفتحة و الألف.
و في مصبا- و بَلَى: حرف إيجاب، و معناه التقرير و الإثبات، و لا تكون إلّا بعد نفى، فهو دائما يرفع حكم النفي و يوجب نقيضه.
أَ لَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى*- 6/ 30.
أى نعم هو حقّ.
أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى- 7/ 172.
أى نعم هو ربّنا.
و أمّا كلمة بَلْ: فلمّا كانت مجرّدة عن حركة اللام و الألف في الآخر، فتدلّ على الاعراض فقط، و هو مطلق التحوّل عن الحكم السابق.
اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ- 21/ 26.
إبطال للسابق و إضراب عنه.
أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ- 23/ 70.
إضراب و إعراض.
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ... بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا- 87/ 16.
انتقال عن السابق و إثبات أنّهم ليسوا من المفلحين.
هذا ما حقّقنا بتأييد اللّه المتعال في معنى مادّة البلو فخذه و اغتنم.