نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 391
و التحقيق
لا يبعد أن نقول إنّ بين هذه المادّة و مادّة يقن اشتقاق أكبر، إلّا
أنّ أكثر استعمال المادّة في الموضوعات الخارجيّة، و اليقين في الرأي و النظر. و
يجمع بينهما مفهوم الإحكام و التثبيت. و أمّا الطين و الحمأة: فلعلّها من جهة الوصول
الى آخر العمل، و هو نوع من الإِتْقَانِ و التدقيق، و فيها تثبّت و رسوخ.
في كلمات رسول اللّه (ص): طُوبَى لِمَنْ صَنَعَ شَيْئاً وَأَتْقَنَهُ.
تلك
من أسماء الاشارة للمفرد المؤنّث، و اللام تلحقها إذا أشير بها الى
بعيد، و الكاف للخطاب.
و الظاهر أنّ اصل هذه الكلمة هو تى دون تا و ته، و الياء حذفت
لالتقاء الساكنين.
و لا يبعد أن نقول إنّ الأصل في صيغ أسماء الاشارة المؤنّثة هو هذه
الكلمة، لمناسبة التاء و الياء التأنيث.
ثمّ إنّ البعد قد يكون معنويّا، و قد يكون اعتباريّا للتعظيم و
التجليل، كما أنّ حرف الخطاب المفردة قد تكون في مورد التثنية و الجمع، نظرا الى
جنس المخاطب أو الى واحد لا بعينه أو للدلالة على صرف الخطاب.