و أمّا تأخّيت أى تحرّيت و قصدت: فلا يبعد أن تكون مأخوذة من مادّة
الوخي بمعنى القصد و السير، فيكون بين المادّتين اشتقاق أكبر.
أدّ
مقا-أَدٌّ: فأصلان
أحدهما عظم الشيء و شدّته و تكرّره. و الآخر الندود.
أمّا الأوّل: فالإدّ و هو الأمر العظيم. قال اللّه تعالى:لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاًإِدًّا- أى عظيما من الكفر. و يقال: أدت
الناقة إذا رجعت حنينها. و الأدّ: القوّة. و ثانيهما أدّت الإبل إذا ندّت (نفرت).
صحا-الْإِدُّوالْإِدَّةُ: الداهية و الأمر الفظيع، و منه قوله تعالى-لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاًإِدًّا. و كذلكالْآدُّمثال فاعل.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الأمر العظيم المكره، و هو خلاف
الجريان الصحيح السليم، كما أنّ نسبة الولد الى اللّه العزيز المتعال كذلك، فانّها
نسبة منكرة، و هكذا حنين شديد من الناقة، و نفرها دفعة، و يدلّ عليه الكسرة و
التشديد الدالّان على انكسار و شدّة.