نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 64
14/ 7.
فالآية في مقام الإشارة الى عواقب الكفران، بدليل ما بعدها-إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ
وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ. فلا نحتاج الى إرادة معنى مجازىّ من التأذّن.
و الإيذان- مثل التأذين إلّا أنّ النسبة في الإفعال في المرتبة
الاولى و في قصد المتكلّم الى الفاعل، بخلاف التفعيل فانّ التوجّه و القصد فيه في
المرتبة الاولى الى المفعول به، أى محلّ الوقوع، فباب الإفعال ناظر الى الصدور و
باب التفعيل الى الوقوع. فالنظر الابتدائى في الإيذان الى إظهار الإعلام و في
التأذين الى الإبلاغ و الاعلام الى النّاس.
أى فقد عملتُ بوظائف النبوّة و أبلغتُ رسالاتي و آذنت الجميع قاطبة.
و هذا بخلاف التأذين في-أَذَّنَمُؤَذِّنٌأَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ.
فانّ المقصود فيها الإبلاغ الى العير و الإسماع لهم.
و يدلّ على هذا الفرق بين الهيئتين: وجود حرف الألف في أفعل و حرف
الياء و التشديد في فعلّ و التفعيل.
و بما قلناه من الفرق بين البابين: ينكشف لك حقيقة التعبير و سرّه في
موارد استعمالهما في كلمات أخر. و كذلك يظهر سرّ التعبير بهذه المادّة و اختيارها
في مواردها على موادّ- العلم، الإعلان، الاطلاع، الاخبار، و نظائرها- في القرآن
الكريم، فانّ النظر فيها الى تحقّق الاطّلاع مع الموافقة.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 64