أى علمّه اللّه عزّ و جلّ الّذى هو الحقّ المستوى على خلقه. و كان
الرسول (ص) مقيما بالمرتبة العليا و مقام رفيع أعلى، و هو أفق عالم العقول و ما
فوق الناسوت. و هذا تعليم إشراقىّ و إنارة ربانيّة يتكوّن منه علم حضورىّ و نور
إلهىّ في القلب، فلا بد لصاحبه أن يكون في مقام مجرّد نورانىّ حتّى يستعدّ لقبول
تلك الأنوار.
وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ وَ لَقَدْ رَآهُبِالْأُفُقِالْمُبِينِ 81/ 23.
أى ليس بمحجوب عن شهود الأنوار و رؤية الحقائق و الإلهامات الغيبيّة،
و لقد رأى هذا القول و هو القرآن المفهوم من [إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ]*بالأفق الّذى يبين الحقائق و لما
يشبه فيه أمر على شاهده، و هو عالم الشهود و الحضور و النور.
فظهر أنّ الأفق له مفهوم كلّى يشمل الآفاق الأرضيّة و السماويّة و
العلويّة.
افك
مقا-أَفَكَ: أصل واحد، يدلّ على قلب الشيء و صرفه عن جهته. أفك
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 98