نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 21
لقاء أبي حنيفة بالإمام الكاظم عليه
السلام،:
ولم يكن الأمر مقتصرا على حادثة دون أخرى فها هو موسى بن جعفر ولما يزل
صغير السن يجيب على أعقد المسائل، لمّا التقى به أبو حنيفة النعمان (إمام المذهب
المعروف)، وذلك أن أبا حنيفة وقد قدم الحج عرج بعده على المدينة المنورة لزيارة
قبر النبي صلى الله عليه وآله، ولنترك الرواية تتحدث بلسان أبي حنيفة ثم نعلق عليها: فقد روي عن أبي
حنيفة النعمان بن ثابت قال: دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه
السلام فسلمت عليه، وخرجت من عنده فرأيت ابنه موسى عليه
السلام في دهليزه قاعدًا في مكتبه وهو صغير السن،
فقلت: أين يضع الغريب (أي أين يقضي حاجته؟) إذا كان عندكم إذا أراد ذلك؟ فنظر إلي
ثم قال: «يجتنب شطوط الأنهار، ومساقط الثمار، وأفنية
الدور، والطرق النافذة، والمساجد، ويرفع ويضع بعد ذلك أين شاء».
فلما سمعت هذا القول نبل في عيني وعظم في قلبي، فقلت له: جعلت فداك، ممن
المعصية؟ فنظر إلي ثم قال: «اجلس حتى أخبرك فجلست فقال: إن المعصية لا بد أن تكون
من العبد، أو من ربه، أو منهما جميعًا، فإن كانت من الرب فهو أعدل وأنصف من أن
يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله، وإن كانت منهما فهو شريكه
نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 21