نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 23
بل إنه
في موضع آخر قد سأل أباه جعفرا عليه السلام عن صلاة ابنه، وتعمد الإمام جعفر ألا يجيبه بنفسه وإنما يترك الجواب لابنه
موسى، فعن محمّد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليه السّلام فقال
له: رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه! فقال أبو
عبد الله عليه السّلام: ادعوا لي موسى، فقال: يا بُنيّ! إن أبا حنيفة يذكر أنك
صليت والناس يمرّون بين يديك فلم تنههم؟ فقال: نعم، إن الذي كنت أصلي له كان أقرب
إليّ منهم يقول الله: ونَحْن أَقْرَب إِلَيْه مِن حَبْل الْوَرِيدِ قال: فضمّه أبو
عبد الله عليه السّلام إلى نفسه، وقال: بأبي أنت وأمي يا مستودع الأسرار[1].
تحمل
الإمام الكاظم عليه السلام لأعباء
الإمامة:
استشهد الإمام الصادق عليه السلام سنة 148هـ فتحمل الإمام موسى أعباء الإمامة في
جو مشحون بالتوتر، ذلك أن أبا جعفر المنصور العباسي[2]
وقد سيطر على منصب الخلافة من سنة 136 إلى
[2] أبو
جعفر عبد الله المنصور بن مُحمد بن عَلي بن عبد الله بن العباس بن عَبْد المُطلّب
(ولد سنة 95ه ومات 158ه) بويع له بالخلافة سنة 136ه بعد
وفاة أخيه أبي العباس السفاح، بوصية أخيهم إبراهيم (الإمام)، عرف بالبخل الشديد
حتى لقب بالدوانيقي (والدانق هو أصغر عملة كان يتعامل بها) وبالقسوة المفرطة على
مخالفيه، وسيأتي أنه وهو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية قد انسلخ من انتمائه
الهاشمي حين تجاهر بالعداوة لبني هاشم، وانتخب طريقا فقهيًّا وعقديًّا غير ما
كانوا عليه.. وسيأتي في المتن بعض الاشارة لذلك.
نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 23