نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 109
و التحقيق
أنّ الأصل
الواحد في المادّة: هو خروج من متن شيء و حصول جريان.
و من مصاديقه:
التولّد من الحيوان و الإنسان، و إسراع بعد المشي المتوسّط كأنه يخرج عن مشيه المتعارف
و يسرع، و مشية الذئب إذا أعنق و أسرع فكأنّه خرج عن مقام سبعيّته و ذهب، و سقوط
ريش أو شعر من حيوان بعد التثبّت، و العسل المذاب فكأنّه يخرج من الخليّة. فهذه
المعاني بقيود الأصل من مصاديق الحقيقة. و ليس مطلق السقوط أو التحاتّ أو الإسراع
من مصاديق الأصل.
و الفرق بين
النسل و السلّ: أنّ السلّ يلاحظ فيه التحصّل و التخلّص و الاستخراج. بخلاف النسل.
فلا يقال: و لقد خلقنا الإنسان من نسالة من طين.
و كذلك لا
يقال: أنسل الماشي.
فيظهر لطف
التعبير بكلّ واحد منهما في موارد لحاظ القيود المذكورة.
و قد يجتمعان
في المصداق و يختلفان باللحاظ و الاعتبار، فيقال للولد سليل باعتبار التحصّل و
الانتاج. و نسل باعتبار الخروج.
. وَ بَدَأَ
خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ
سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ- 32/ 8 أى مبدأ خلق الإنسان من الطين، ثمّ
مادّة خلق ذرّيّته من خلاصة متحصّلة من ماء مهين.
فلا يصحّ في
المورد التعبير بقولنا- ثمّ جعل سليله من نسالة.
. وَ إِذا
تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ
لا يُحِبُّ الْفَسادَ- 2/ 205 فانّ الإفساد في قبال الإصلاح، و الفساد إنّما
يتحقّق باختلال في نظم الأمور مادّيّة أو معنويّة تكوينيّة أو تشريعيّة. و الشريعة
الحقّة إنّما تقرّر على وفق المقرّرات الطبيعيّة التكوينيّة، فانّ التشريع و
التكوين من مبدأ واحد، و لا يمكن
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 109