نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 110
وجود الاختلاف بينهما.
فالسعي في نقض
كلّ من التشريع و التكوين يلازم نقض الآخر، و بالنقض فيهما يتحصّل الاختلال في نظم
الأمور، و هذا معنى الفساد.
و لمّا كان
الصلاح و النظم في الأمور، مرجعهما الى وجود الصلاح في الأمور المربوطة الى النسل
و الحرث: فخصّهما بالذكر، فانّ مساعى الناس في إدامة حياتهم الدنيويّة: لحفظ مصالح
نسلهم و لتأمين الرفاه في عيشهم و لإيجاد النظم اللازم في أمورهم.
و من أسباب
الرفاه و حسن العيش و تأمين الحياة: وجود النظم و استقرار وسائل الحرث، و هو بلوغ
الزرع الى مقام قريب من الحصاد. و بالحرث يحصل تأمين الغذاء و الطعام و المعاش، و
هو علّة مبقية في إدامة حياة الإنسان، كما أنّ النظم في شرائط حياة وجود الإنسان
علّة موجدة. و إذا انتفى الأمران و وجد الاختلال فيهما: فلا يفيد امر آخر.
. وَ
تَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ .... وَ حَرامٌ
عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ، حَتَّى إِذا فُتِحَتْ
يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ- 21/ 96
الحرام على صيغة جبان صفة بمعنى ما فيه منع و ممنوعيّة من أصله ذاتا و من أصله
وجودا و ظهورا، و هو خبر مقدّم للاشارة الى الاهتمام به، و المبتدأ قوله أَنَّهُمْ
لا يَرْجِعُونَ، فانّه في تأويل المصدر، أى عدم رجوعهم ممتنع و فيه ممنوعيّة
ذاتيّة، الى أن ينتهى الزمان الى فتح يأجوج و هو قريب من الوعد الحقّ و رجوع الخلق
اليه.
و نسل يأجوج
عبارة عن خروجهم من مراكزهم و مجتمع جماعاتهم في أراضى المشرق من الصين، و سيرهم و
جريانهم في الأرض و شيوعهم و تفرّقهم في الممالك و غلبتهم عليها.
و قوله مِنْ كُلِّ
حَدَبٍ: إشارة الى المسير، لا الى محلّ الخروج و المركز.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 110