responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 12  صفحه : 121

النَّشْرُ في الكتاب يقابل الطىّ: و الصحف جمع الصحيفة، بمعنى ما ينبسط و يتسطّح في قطعة مادّيّا أو معنويّا. و ليس المراد من الصحيفة و الكتاب‌ الْمَنْشُورِ في الآخرة هو الشي‌ء المنبسط المادّى، فانّه لا يناسب عالم ما وراء المادّة.

بل يراد ألواح النفوس الّتى فيها ضبطت و طويت جميع ما صدر من الأعمال و الأفكار و الحركات، فتنبسط يوم القيامة و تظهر ما فيها من المنطويات.

و هذا الكتاب و الصحف المنبسطة أقوى و أبين و أتمّ من الكتب و الصحف الخارجيّة عن النفس، و إن كانت لطيفة جامعة.

و النشر الروحانىّ كما في:

. فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ‌ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ‌- 18/ 16. وَ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَ يَنْشُرُ رَحْمَتَهُ‌- 42/ 28 سبق في الرحمة: إنّها عبارة عن تجلّى الرأفة و ظهور الحنّة و الشفقّة. و هذا المعنى يتحصّل في المادّيّات و الروحانيّات، ففي المادّىّ بالإنعام عليه في محيط حياته المادّيّة. و في الروحانىّ بالتوجّه و اللطف و الإفاضات المعنويّة الغيبيّة، و إن كان الظهور في الخارج بالإنعام المادّىّ.

. ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ‌- 80/ 22. فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ‌ النُّشُورُ- 35/ 9. يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ- 54/ 7 الجدث بفتحتين بمعنى القبر. و القبر مصدر و اسم بمعنى التغطية و المواراة. و سبق في القبر: إنّ البدن بعد انقضاء حياته المادّيّة يوارى في التراب و هو القبر المحسوس المادّىّ. و الروح بالمفارقة عن البدن يوارى في القبر البرزخىّ و قالب على تناسب خصوصيّات الروح، و هذا القبر البرزخىّ يتكوّن من نفس الروح، و هو تشكّل صفاته و أخلاقه.

و لمّا كان البدن المحسوس فانيا تامّا في الروح يتراءى في البدن جميع ما في حقيقة الروح، بحيث لو شاهده شخص بصير روحانىّ منوّر: ليتوجّه الى‌

التحقيق

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 12  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست