responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 12  صفحه : 122

جميع خصوصيّات الروح و تمايلاته و أفكاره. و الفناء في البدن البرزخىّ أتمّ و أدقّ و ألطف، فيكون تجلّى الصفات و الحقائق الباطنيّة فيه أكمل و أظهر. و لمّا كان كلّ من البدن المحسوس و البرزخىّ كالمرآة لشي‌ء واحد: فلا يوجد اختلاف في تشكّلهما، و إنّما الاختلاف من جهة المادّيّة و لطافة الجسم و البدن.

و على أىّ حال فالروح مغطّى بالقبر: البدن المادّىّ، و البدن البرزخىّ، و أمّا الجدث الظاهرىّ: فهو قبر للبدن المادّىّ لا للروح.

و لمّا كان التكليف و الخطاب و الثواب و العقاب للروح، فيكون البعث و النشر أيضا للروح، على اقتضاء عالم البرزخ، فانّ عالم المادّة و خصوصيّاته قد انتفى و انقضى أجله، و لا بدّ أن يكون جميع الجريانات و الوقائع و الأحكام على مقتضى ذلك العالم و بتناسبه.

و أمّا مسألة المعاد الجسمانىّ: قلنا في القبر إنّه مسألة خارجة عن محيط إدراكنا، و لا امتناع فيه بوجه من الوجوه، و بحثنا عنه هناك فراجع.

فالنشر عبارة عن بسط بعد انقباض، و بالنشر ينبسط ما انطوى في الروح من آثار الأعمال و الأخلاق و الصفات النفسانيّة و الأفكار و الاعتقادات، و ينشرح حتّى يجازى كلّ بحسب ما في النفس. و لم يكن ذلك الانبساط و الانشراح في العالمين السابقين.

و هذا كحصول الانبساط في الموادّ الأرضيّة بنزول الماء.

و أمّا كون نشر الناس كالجراد: فانّ النفس إذا ظهرت منطوياته و انبسطت مكنوناته المنقبضة: توجب اضطرابا و وحشة و اختلالا في نظم الأمور و الحركات، لا يدرى ما يفعل به و كيف تكون عاقبة أمره.

. وَ الْمُرْسَلاتِ عُرْفاً فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً وَ النَّاشِراتِ‌ نَشْراً- 77/ 3 سبق في العذر و غيره: إنّ هذه الآيات الكريمة إشارة الى مراتب السلوك الخمس، و النشر مرحلة ثالثة منها، و هي مرحلة تهذيب النفس و تزكيته عن الصفات الرذيلة و الأخلاق الظلمانية الحيوانيّة.

التحقيق

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 12  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست