نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 127
و الخفّ و المشي إذا كان بطيب النفس. و النشاط في الدوابّ إذا كان
عملها و سيرها مع طيب و بدون كراهة. و الطريق الناشط إذا كان مستقيما و منشعبا عن
الشارع، فكانّ الطريق فيه اهتداء و طيب لإضلال و لا تعب فيه. و الحلّ أو العقد أو
القشر إذا قرن بيسر و سهولة من دون صعوبة.
فلا بدّ من
لحاظ القيدين في تحقّق مفهوم الأصل.
و أمّا مفاهيم-
مطلق الشدّ و العقد، و الحلّ و الإطلاق، و الإسراع و الخفّ، و الحركة: فمن لوازم
معنى الأصل، و هي تجوّز.
و إمّا الإسراع
في حالة البرء و الإفاقة و العزيمة: فمن مصاديق الأصل إذا لوحظ القيدان المذكوران.
. وَ
النَّازِعاتِ غَرْقاً وَ النَّاشِطاتِ نَشْطاً وَ السَّابِحاتِ
سَبْحاً- 79/ 2 سبق في موادّ الآيات أنّها راجعة الى المراحل الخمس في
السلوك الى لقاء اللّه تعالى، و قد بحثنا عنها في رسالة اللقاء.
وَ
النَّاشِطاتِ: النفوس الّذين يعملون على وظائفهم الإلهيّة و يأتون بالتكاليف
الدينيّة و العقليّة مع طيب نفس و إقبال قلبىّ، و ذكر المصدر إشارة الى الاهتمام و
الدقّة و المجاهدة في هذا العمل.
و هذا المعنى
بعد تحقّق الانتزاع عن العلائق الدنيويّة و التمايلات النفسانيّة، و بعد الورود في
مسير السلوك الى اللّه تعالى.
و بعد هذه
المرحلة: ينزل السالك في المرحلة الثالثة، و هي السبح، و السبح هو الحركة في مسير
الحقّ من دون انحراف و وجود نقطة ضعف، و هذا المعنى يتحقّق بالتنزيه و التهذيب و تطهير
النفس عمّا لا يلائم الحقّ، و هو سير طبيعىّ حقيقىّ في ذات النفس، حيث إنّهم
يتنزّهون عن صفات رذيلة لا تليق بمقام الملكوت و اللاهوت، و يتقرّبون من تجلّيات
أسماء اللّه و صفاته العليا، و تتجلّى فيهم أنوار الحقّ عزّ و جلّ.
و بعد التهيّؤ
التامّ في هذه المرحلة: تشاهد مرحلة رابعة فيها المسابقة
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 127