نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 130
. لِلرِّجالِ
نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَ لِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ- 4/ 32. مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ
لَهُ نَصِيبٌ مِنْها- 4/ 85. وَ لا تَنْسَ
نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا- 28/
77. وَ إِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ
نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ- 11/
109 النصيب فعيل بمعنى ما يتصّف بالنصب و يكون عنوان النصب فيه ثابتا، فهو في
الأصل متعدّ، إلّا أنّ الصفة المشبهة إذا صيغت من الفعل المتعدّى يجعل أوّلا لازما
بنقله الى فعل بضمّ العين، ثمّ تصاغ منه الصفة.
و لا يصحّ أن
يقال إنّ فعيلا بمعنى مفعول، كما في كلماتهم.
ثمّ إنّ
النصيب: إمّا يتعيّن بالتشريع كما في سهام الإرث للرجال و للنساء باختلاف الموارد.
و إمّا بالتقدير الأوّلىّ كما في النصيب من الحياة الدنيا لكلّ شخص، فإنّه مقدّر و
متعيّن من الأوّل. و إمّا بالتعيين الثانوىّ بلحاظ خصوصيّة في العمل و العامل كما
في الشفاعة.
و أمّا آية- وَ لا
تَنْسَ: فانّ النصيب في الحياة الدنيا من مال و قدرة و وجاهة و ملك و علم و
قوم و عائلة و استفادة و تنعّم و توسّع و طول عمر و غيرها من وسائل عيش الحياة
الدنيا: من مصاديق موضوع التقدير الإلهىّ في العالم، و المقدّر من جانب اللّه تعالى
لا بدّ من وقوعه و تحقّقه في الخارج-. وَ إِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ
نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ.
فإذا توجّه
الإنسان إلى برنامج النصيب و المقدّر في حياته: يكون سعيه على حدود الوظيفة
العقليّة و الشرعيّة، لا يغفل و لا يفرط و لا يفرّط، فهو يديم سعيه و مجاهدته في
طريق الخير و السعادة، و لا يضطرب في العمل و لا يتوانى في الجهاد و لا يغفل عن
الوظيفة اللازمة، فيكون جميع أعماله في اللّه و في سبيل العبوديّة، و هذا هو حقيقة
الوصول الى حسنة في الدنيا.