نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 135
وَ أَنْصِتُوا، و نَصَتُّهُ و نصتُّ له مثل نصحته و نصحت
له.
و التحقيق
أنّ الأصل
الواحد في المادّة: هو السكوت في مقابل كلام و تكلّم. و سبق في السكت: أنّ السكوت
هو سكون بعد هيجان في كلام أو عمل. و الصمت:
يقابله التكلّم
و النطق. و السكون: في قبال مطلق الحركة.
و الإنصات: جعل
شخص ساكتا و هو أعمّ من أن يكون منصتا نفسه أو غيره، في مورد تكلّم ليستمع الكلام.
و هذا المعنى أوجب ظنّهم بأنّ الإنصات لازم و يتعدّى باللام، مع أنّ اللام ليست
لإفادة معنى التعدية، بل للاختصاص.
1- إنّ الجنّ
يطلق على أهل مرتبة من الملكوت السفلى، و هم ألطف من الإنسان المادّيّ، و على هذا
لا يستطيع الإنسان أن يدركه بحواسّه الظاهرة، و الآية تدلّ على أنّ الجنّ يحضرون
في مجالس الناس و يستمعون منهم الحديث و القرآن و يستفيدون منها.
2- قد أمر
اللّه تعالى في الآية الثانية بالإنصات عند قراءة القرآن، و الأمر في هذا المورد
يفيد الوجوب: و هذا فانّه ذكر بعد الأمر بالاستمتاع، و مرتبط بقراءة القرآن و هو
كلام اللّه عزّ و جلّ و خطاباته، و عدم رعاية الاستماع و الإنصات يوجب إهانة في
مقام عزّه و جلاله، و الإنصات في قبال خطابات الأعاظم أمر طبيعىّ عقلىّ وجدانىّ، و
على هذا قال الجنّ عند استماعه: أَنْصِتُوا. و علّل الحكم بقوله لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ، و هذا كما في: