فالنصح شرط في
قاطبة الأمور و المقامات العالية و في الوصول الى جميع المراتب الروحانيّة و في
إجراء الوظائف الإلهيّة. و بتحقّق حقيقة النصح يوجد الاقتضاء في نزول كلّ خير.
. يا أَبانا
ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَ إِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ- 12/ 11. إِنَّ
الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ
النَّاصِحِينَ- 20/ 12. فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ
يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَ هُمْ لَهُ ناصِحُونَ- 28/ 12 يراد عمل على
مبنى الصدق و الخلوص من دون خلط و غشّ.
و بهذا يظهر
حقيقة قوله تعالى:
. يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً- 66/ 8 فانّ
التوبة النصوح عبارة عن توبة خالصة صادقة حقيقيّة قاطعة لا يكون فيها غشّ، من
تزلزل و اضطراب و ترديد و ضعف و وهن في النيّة.
نصر
مقا- نصر: أصل
صحيح يدلّ على إتيان خير و إيتائه. و نَصَرَ اللّهُ المسلمينَ:
آتاهم الظفر على عدوّهم. و انْتَصَر: انتقم، و هو منه. و
أمّا الإتيان فالعرب تقول: نَصَرْتُ بلد كذا، إذا أتيته. و
لذلك يسمّى المطر نَصْراً، و نُصِرَتِ
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 139