و إذا استعمل
مطلقا و بدون قيد: يدلّ على مطلق النصرة، كما في:
. وَ
الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ- 8/ 74. إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ
يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ- 47/ 7. وَ يَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً- 48/ 3 و
المراد من نصر اللّه (إِنْ تَنْصُرُوا) هو النصر في
إجراء برنامجه و دينه و الاتباع عن رسوله و عن أحكامه و العمل بما أخروا به و
إشاعة الشعائر.
و لا يخفى أنّ
النصر للّه تعالى: ليس من جهة احتياج من اللّه تعالى الى الناس، و إنّما هو مثل
سائر العبادات، و يرجع أثره اليه و اليهم، فانّ نتيجته النصر من اللّه و تثبيت
الأقدام. و هذا معنى عرفىّ متداول في المكالمات، يقول الكفّار:
. قالُوا
حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ- 21/ 68 ثمّ
إنّ حقيقة النصر كسائر الأفعال إنّما يتحقّق في الخارج تحت أمره تعالى و بإرادته و
تقديره و بالوسائط المخلوقة منه، فانّه المبدأ لكلّ فعل، و اليه المرجع في كلّ
أمر، و هو القائم على كلّ نفس. قال تعالى:
. وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ- 3/ 126 و هذا المعنى يتجلّى في الخارج
في العالم ما وراء المادّة، فانّه مالك يوم
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 141