نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 16
و التحقيق
أنّ الأصل
الواحد في المادّة: هو ارتفاع عمّا من شأن الشيء أن ينخفض، أى ارتفاع شيء في
مورد يتوقّع فيه الانخفاض.
و من مصاديقه:
رفع البصر فيما يتوقّع فيه الغضّ و الخفض. و ارتفاع السيف و توقّفه في القطع و
النفوذ. و التوقّف في السهم في إصابة الهدف. و حصول البعد في الوصول الى المقصد. و
عدم انطباق الطبع على طعام أو غيره.
و بهذه
المناسبة تطلق تجوّزا على مفاهيم متناسبة.
و من مصاديق
الأصل مقام النبوة و هو ارتفاع و اعتلاء في شأن إنسان من جهة الروحانيّة و
المعنويّة، ذاتيّة و اكتسابيّة، مع كونه على فطرة بشر كسائر أفراد الإنسان.
و من لوازم هذا
الاعتلاء: الإحاطة على مراتب عالم المادّة و الطبيعة، و الارتباط بعوالم ما وراء
المحسوس و الظاهر، و نزول الوحى من جانب اللّه عزّ و جلّ اليه، و الاشراف على
المعارف و الحقائق.
. يا أَيُّهَا النَّبِيُ إِنَّا أَرْسَلْناكَ
شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً- 33/ 45. إِنِّي عَبْدُ
اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا- 19/ 30 فانّ الشّهادة
على القوم و تحقّق النبّوة في سنّ الصبا: ليست من آثار النبوء مهموزا، بل هي من
لوازم اعتلاء الذات و ارتفاع المقام الروحاني.
و سبق في رسل:
الفرق بين النبىّ و الرسول و ما يترتّب عليهما.
و قلنا في هذا
الكتاب و في شرح باب الحادي عشر: إنّ مقام النبوّة و الخلافة يحتاج الى ثلاث
امتيازات، امتياز تكويني و ارتفاع معنوىّ ذاتىّ، و امتياز خاصّ في المجاهدة و
العمل حتّى تتحقّق حقيقة العبوديّة و الفناء، و امتياز إعطاء المنصب و المأموريّة
من جانب اللّه المتعال اليه، حتّى يتمّ مقام النبّوة و الخلافة.
و قد ذكرت في
القرآن المجيد آثار و لوازم للنبوّة:
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 16