نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 17
1-. وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِ نَبِيٍ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ- 25/ 31 فانّ الإجرام بمعنى القطع في مجرى الحقّ، و بهذا اللحاظ
يستعمل في الذنب و العصيان، فانّ الخلاف يقطع الارتباط بين العبد و بين اللّه عزّ
و جلّ. و هذا المعنى يقابل حقيقة النبوّة، فانّها بَعثة إلهيّة لدعوة الناس الى
اللّه تعالى، فالعداوة في هذا المورد أمر طبيعى.
و قد عبّر في
مورد آخر بالشياطين:
. وَ كَذلِكَ
جَعَلْنا لِكُلِ نَبِيٍ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِ- 6/ 112 فانّ
الشطن عبارة عن اعوجاج و تمايل عن الحقّ، و هذا المعنى أيضا يقابل النبوّة و
الارتباط.
2-. وَ ما كانَ لِنَبِيٍ أَنْ
يَغُلَّ وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ- 3/ 161
الغُلول: إدخال شيء في شيء يوجب تحوّلا و تغيّرا و يزيل الخلوص و الصفا الى خلط
و انكدار. و هذا المعنى يخالف رفعة مقام النبىّ و علوّ شأنه و كمال روحانيّته و
إخلاص نيّاته و فناءه التامّ في قبال عظمة اللّه عزّ و جلّ. و الغلول يظهر يوم
تكشف فيه السرائر.
3-. وَ ما
أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍ إِلَّا أَخَذْنا
أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ- 7/ 94 حتّى يتوجّهوا الى الحقّ و
ينصرفوا عن الشهوات و التمايلات المادّيّة، فانّ الإنسان ما دام مستغّلا
بالتلذّذات الدنيوية لا يمكن أن يحصل له تنبّه و تكفّر في عاقبة أمره و سعادة
نفسه، فيكون بعث النبىّ لغوا و دعوته عبثا، و لا يزيد لهم إلّا استهزاء و طغيانا
شديدا.
4-. ما كانَ لِنَبِيٍ أَنْ
يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ- 8/ 67 الأسرى جمع
الأسير، و هو بمعنى المحبوس و المضبوط تحت النظر و السلطة. و الإثخان: إعمال
القوّة و القدرة و جعل الشخص مقهورا. يراد أنّ برنامج النبىّ قولا و عملا هو
الدعوة الى اللّه و الهداية الى عوالم ما وراء المادّة و إعمال العطوفة و العفو و
الرحمة، لا جمع المال و ادّخار الثروة و تقوية جانب الحياة الدنيا
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 17