نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 18
و توسعة السلطة و الحكومة الظاهرية و جعل الناس مقهورين أذلّاء-. تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَ اللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَ
اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ- فإذا كان النظر في ضبط
الأسرى الى هذه الجهة من حيث هي: فهو نظر دنيوىّ و توجّه الى عرض الدنيا.
5-. وَ ما
أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍ إِلَّا إِذا
تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي
الشَّيْطانُ- 22/ 52.
التمنّى بمعنى
تشهّى حصول أمر مع التقدير. و الامنيّة كالاحدوثة بمعنى ما يُتمنّى شديدا. و
التمنّى يخالف التسليم و الرضا و التفويض. و ظهور التمنّى في قلب المؤمن مجلبة طمع
الشيطان و مورد مناسب لالقائه.
و لا يخفى أنّ
التشهىّ من آثار الجهة الجسمانيّة و القوى البدنيّة و بمقتضى هذه الحيثيّة في خلقة
الإنسان، و لا يعدّ عصيانا ما لم يبلغ الى مرحلة العمل المخالف، و أمّا إلقاء
الشيطان و وسوسته: فهو خارج عن اختيار الإنسان، و يلزم الاستعاذة منه و الاستغفار.
فتدلّ الآية
الكريمة على أنّ قلب النبىّ يمكن أن يعرضه التشهىّ و الإلقاء من الشيطان، إلّا أنّ
اللّه عزّ و جلّ يحفظه عن أىّ خلاف و عصيان.
6-. وَ ما
يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ- 43/ 7 الاستهزاء
بمعنى طلب التحقير و الاهانة، أى إذا يأتيهم نبىّ يريدون تحقيره و إهانته بطور
مطلق و بأىّ نحو يكون. و هذا فانّ برنامج حياة النبىّ و أعماله و أقواله و أفكاره
تخالف هؤلاء القوم الذين ليس لهم نظر إلّا التوجّه الى التعيّش الدنيوىّ و التعلّق
بالمادّيّات و التمايلات.
7-. ما كانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ
يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ- 3/ 79 فانّ النبىّ
يدعو الخلق الى اللّه عزّ و جلّ و الى التوحيد و الى معرفة أسمائه و صفاته و
آياته، فلا يمكن له أن يدعوهم الى نفسه، و هو يعرف عبوديّته و فقره
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 18