1- مبدأ خلق
الإنسان: هو التراب المختلط بالماء، و هو الطين، و الطين يتحصّل منه النبات الّذى
هو غذاء لجميع الحيوانات، و من الغذاء تتكوّن النطفة للحيوان و الإنسان. فالمبدء
الأصيل لتكوّن الإنسان هو التراب المتحوّل بالطبع الى صورة الطين.
2- و أمّا مبدأ
تكوّن الإنسان في عالمه و في جريان نشوئه: فهو النطفة المتحصّلة من الرجل و
المرأة. و النطفة يعبّر عنها بالمنىّ باعتبار كونه مظهرا للتشهىّ النفسانىّ، و
بالنطفة باعتبار سيلانها عند الزّواج.
و كلمة يُمْنى: بصيغة
المجهول من الإمناء، و هو التشهّى النفسانىّ، و التشهّى هو منشأ ظهور المنىّ، و
بالتشهّى يتحصّل المنىّ.
3- فتكوّن
الإنسان معجون من التشهّى و ظهور النطفة الّتى هي الماء المهين. و مبدأ ذلك الماء
من التراب و الطين، ثمّ تتحوّل النطفة الى العلقة.
فكيف يجهل
الإنسان بمراتب خلقته و ضعف نفسه و هوان وجوده، فانّه تكوّن من تشهّىّ و ماء مهين
و علقة، فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ.
4- فلازم
للإنسان أن يحوّل وجوده من التراب و الماء المهين و العلقة الى مقامات عالية
روحانيّة لطيفة نورانيّة، حتّى ينتهى الى عوالم اللاهوت، و يصير[4]
التحقيق
في كلمات القرآن الكريم ؛ ج12 ؛ ص161
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 160