نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 173
و أمّا الصيحة و الزجر: فانّما هي بمقتضى المورد، فانّ نداء الأنعام
و دعوتها لا بدّ أن تكون بوجه شديد و بصوت جلىّ. و الزجر بمعنى المنع و النهى. و
يصدق هذا المعنى إذا قصد بالنداء الزجر عن مسير و حركة.
. وَ مَثَلُ
الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ
إِلَّا دُعاءً وَ نِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ- 2/ 171 المثل
صفة مشبهة كالحسن، و هو ما يتّصف بالمثليّة أى الصفات الأصيلة الممتازة، فشبّه مثل
الكافرين بمثل الناعق. و يراد إنّ الصفات الممتازة الأصيلة في الكافرين كالصفات الأصيلة
الّتى في الناعق بما لا يسمع، فالمثل بمعنى المتمثّل فيه الصفات لشيء.
فالمتمثّل في
الكافر هو ستر الحقّ و الإعراض عن اللّه العزيز القادر المحيط، و التوجّه الى
أصنام و أهوية و امور مادّيّة لا تغنيه عن اللّه المتعال شيئا و لا تنفعه و لا
تضرّه و لا تجيب دعاءه و نداءه و لا تكشف عنه ضرّا و لا تدفع ابتلاء و مضيقة.
و هذا المعنى
كالمتمثّل من الناعق بما لا يسمع: فانّه ينادى و يخاطب و يدعو البهيمة الى جانبه و
يزجر عن العصيان و الخلاف، إلّا أنّ البهيمة لا تفهم إلّا مطلق نداء و دعوة، و لا
يحصل التفاهم بينهما إلّا بهذا المقدار.
فحال الكافر
إذا اتّخذ أربابا من دون اللّه: كحال الناعق، و هذا إذا كان الأرباب من ذوى النفوس
الشاعرة، و أمّا إذا كان من الأصنام و الأوثان المصنوعة غير الشاعرة: فلا تسمع
شيئا أصلا.
و يدلّ على هذا
المعنى: ما قبلها من الآيات الكريمة: