نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 176
. فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى.
و فيها
الإتيان، و الأهل، و رؤية النار، و استماع الوحى: من الأمور الجسمانيّة.
و الانس، و
الهداية، و النداء، و خلع النعل، و الواد المقدّس: فيها الجهتان:
الجسمانيّة و
الروحانيّة.
فانّ هذه
الأمور و إن كانت لها في الخارج تحقّقا، إلّا أنّ فيها تجلّيا من التجلّيات
الروحانيّة و من النفحات اللاهوتيّة.
فالوادى
الظاهرىّ إذا تجلّى فيه النداء و ظهر فيه التكلّم و الخطاب و النور:
صار مقدّسا و
محيطا روحانيّا.
و خلع النعل
الظاهرىّ: فانّ المكان المقدّس بتجلّي أنوار اللاهوت فيه يصير ملايما مطلوبا ليّنا
مباركا نورانيّا لا خشونة فيه و لا صلابة، فيلزم حفظ التأدّب و الخضوع و الخشوع و
التذلّل، و نزع النعلين اللذين يلبسان للوقاية و حفظ الأقدام.
و هذا كما يخلع
النعل في مجالس الأعاظم و في محاضر الامراء الأكابر و الأشراف.
و أمّا خلع
النعل روحانيّا: فانّ الأقدام وسيلة السلوك و الإتيان و القرب، فلا بدّ من تصفيتها
و تطهيرها و تقديسها عن التعلّق الخارجىّ من التمايلات الدنيويّة المادّيّة، و عن
التعلّق الداخلىّ النفسانىّ من الحجب الظلمانيّة و الصفات المنكدرة الحيوانيّة، و
في رأسها الأنانيّة، فبالانخلاع عن هذين التعلّقين: يحصل التذلّل و الخضوع التامّ
و الفناء الكامل في الحقّ و بالحقّ. و هذا مقام الخلوص و القرب و العبوديّة.
فالنعل
الروحاني في القدم الروحانىّ: عبارة عمّا يلبس و يشتمل و يغطّى القدم، و يمنع عن
ظهور الخلوص و القرب و السير الى اللّه المتعال و حصول مقام اللقاء و الفناء.
فظهر لطف
التعبير بالخلع و بالنعل في المقام.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 176