نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 179
. وَ ذَرْنِي وَ الْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا- 73/ 11 يراد الّذين كانوا في طيب عيش و سعة في حياتهم. و هذا نتيجة
حصول جميع أقسام النعم، و فيها مبالغة، و ذكرت في موردين.
و النِّعْمَةُ كالجلسة
للنوع: و تدلّ على نوع خاصّ من التَّنَعُّمِ، و مصاديقها كثيرة.
قال تعالى:
. وَ
اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ- 3/ 103. وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا
تُحْصُوها- 16/ 18. لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ
رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ- 68/ 49 و جمع النِّعْمَةِ
النِّعَمُ و الْأَنْعُمُ، قال تعالى:
. وَ أَسْبَغَ
عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً- 31/ 20. فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ
فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ- 16/ 112 فَالنِّعَمُ: جمع كثرة و
يستعمل في الأفراد الكثيرة، كما في الآية الاولى، فانّ المراد إسباغ مجموع النِّعَمِ. و
الْأَنْعُمُ: جمع قلّة و يستعمل في القلّة و فيما دون العشرة غالبا، كما في
الآية الثانية، فانّ المراد كفران بِالنِّعَمِ الّتى كانت في
اختيارها و تحت سلطتها.
و
النَّعْمَاءُ: اسم محدود كصحراء، و يدلّ على النِّعْمَةِ الممتدّة، قال تعالى:
. وَ لَئِنْ
أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ- 11/ 10 و لا
يناسب جعله جمعا و لا مصدرا و لا صفة كما لا يخفى.
و النعيم فعيل
صفة و تدلّ على صفة ثابتة، فالنعيم ما يثبت فيه طيب عيش و حسن حال من حيث هو، و
هذا بخلاف النعمة و النعمة فيلاحظ فيهما جهة الصدور من الفاعل، فيقال: نِعْمَةَ اللَّهِ*، ... نِعْمَتِيَ*، ... نِعْمَتَهُ*، ... نِعْمَتَكَ*، ... بِنِعْمَةِ رَبِّكَ*، ... نِعْمَةً مِنْهُ ...