نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 181
و جملة- و عليها تحملون، و لتركبوا منها: تدلّ على شمول الأنعام على
الخيل و البغال و الحمير، أيضا: فانّ أكل لحومها جائزة، و الركوب منها معمول به، و
منافعها في جريان العيش و في حمل الأثقال رائجة كثيرة. فلا وجه للاختصاص بنوع خاصّ
من الأنعام.
. أَمْ
تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا
كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا- 25/ 44 نعم إنّ
الكافرين باللّه و بأحكامه كالأنعام: يستفاد من أعمالهم و من خدماتهم و صنائعهم و
أموالهم و أفكارهم الدنيويّة، كما يستعان من لحوم الأنعام و ألبانها و من الحمل
عليها.
نعم من لم يكن
له في برنامج حياته شيء من المقاصد الروحانيّة، و لا يسير إلّا في تأمين
التمايلات المادّيّة: فهو من أكمل مصاديق الأنعام الّتى ليس لها إلّا الأكل و
الشرب و الاستراحة و النوم.
مضافا الى
انحرافه عن طبيعته و ظلمه و تجاوزه و كفره و كفرانه.
و أمّا نعم و
بئس: فهما فعلان مكسورى العين من باب علم، ثمّ خفّفا بنقل حركتهما الى الفاء، و
هذا معمول به فيما عينه من حروف الحلق، و التخفيف يناسب قصد الإنشاء، فانّ الإنشاء
تحويل الفعل عن ظاهر معناه: فيناسبه تحويل اللفظ.
قال الرضى (رح)
في شرح الكافية: و قد اطّرد في لغة تميم في فعل إذا كان فاؤه مفتوحا و عينه حلقيّا
أربع لغات سواء كان اسما كرجل لعب أو فعلا كشهد: أحديها- فعل و هي الأصل. و
الثانية- فعل بإسكان العين. و الثالثة- إسكان العين مع كسر الفاء. و الرابعة- كسر
الفاء اتباعا للعين.
و أمّا إعراب
الاسمين الواقعين بعد الفعلين: فالأوّل- مرفوع على الفاعليّة كما في سائر الأفعال.
و الثاني- مرفوع على البدليّة، ليدلّ الإبهام في نظر السامع ثمّ التفسير و التبيين
ثانيا على التأكيد و جلب النظر و التوجّه من المخاطب.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 181