و نقول: إنّ من
آثار النفخ حصول الارتفاع و العلوّ و ظهور ما في الكمون و البطون و فعليّة ما في الاستعداد
و انكشاف الحقايق المنطوية في الصور البرزخيّة الساذجة، حتّى تستعدّ الأفراد
للبعث.
و كما أنّ
الصور البرزخيّة الساذجة الخالصة تتحصّل بالتنزّه عن الشوائب المادّيّة و الموادّ
الطبيعيّة المتكاثفة، و تكون هذه الصور خلاصة ما في الموجودات و الأكوان الخلقيّة،
و مظاهر ما فيها من الصفات و الأعمال، و مجالي ما انطوت فيها من الأفكار و
الاعتقادات الباطنيّة: فهي كالبذور المتحصّلة من النباتات، فإذا
انْتَفَخَتْ بشرب الماء و الرطوبة الترابيّة: ظهر ما في بطونها من الاستعداد
المخصوص.
و هذا إجمال ما
يمكن لنا أن نبحث في ذلك المقام.
. وَ
يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُمْ
مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا- 17/ 85 و تدلّ الآيات الكريمة كما في آية 39/
68: على أنّ النفخ مرّتان.
الأوّل-
للتنبّه و التهيّؤ و تحقّق الاستعداد و تحصّل الاقتضاء. و الثانىّ لحصول الفعليّة
و الورود في عالم البعث.
نفد
مصبا- نَفِدَ
يَنْفَدُ من باب تعب نَفَاداً: فني و انقطع، و
يتعدّى بالهمزة
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 189