و المطاوعة يدلّ على اختيار الفعل، أى اختيار ما يستفاد من التنفيس و المنافسة.

و المفاعلة يدلّ على استمرار و امتداد في الفعل.

فَالتَّنَفُّسُ‌ اختيار إيراد الهواء في الجهاز التَّنَفُّسِي‌ ثمّ إخراجه، و هذا الأمر إدامة في الحياة، و هو يلازم تحقّق التشخّص و التعيّن في الوجود، و امتداد آثار الشخصيّة الخاصّة.

مضافا الى أنّ هذا المعنى مأخوذ من اللغات العبريّة و السريانيّة، راجع القاموس العبرىّ و فرهنگ تطبيقى.

ثمّ إنّ استعمال كلمة النفس و الأنفس في القرآن الكريم إنّما هو بمعنى المتشخّص المتعيّن، و لم تستعمل بمعنى الروح، فراجع الآيات الواردة و هي/ 295 موردا، كما في المعجم.

. وَ ما كانَ‌ لِنَفْسٍ‌ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ‌- 3/ 145. كُلُ‌ نَفْسٍ‌ ذائِقَةُ الْمَوْتِ*- 3/ 185. أَ قَتَلْتَ‌ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ‌- 18/ 74. وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ‌- 24/ 6 و لا يصحّ التفسير بالأرواح: فانّ الروح لا يجوز له الموت أو القتل أو الشهادة أو غيرها ممّا في سائر الآيات الكريمة.

. وَ إِذَا النُّفُوسُ‌ زُوِّجَتْ‌- 81/ 7. رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي‌ نُفُوسِكُمْ‌- 17/ 25 النُّفُوسُ‌ جمع كثرة و يستعمل في مورد يراد منه الأفراد الكثيرة. كما أنّ الأنفس جمع قلّة، و يستعمل في موارد مطلق إرادة الأفراد.

فظهر لطف التعبير بالموادّ في الموارد المخصوصة.

التحقيق