نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 203
و نشير هنا الى امور يناسب ذكرها في المقام:
1- يلاحظ في
النفع وصول خير الى شخص، و كذلك في الضرّ. و أمّا الخير و الشرّ: فيلاحظ فيهما كون
شيء مختارا و منتخبا في نفسه أو غير ملائم و لا يختار وجوده.
2- من أسماء
اللّه تعالى: النافع الضارّ، فانّه هو الّذى يكون النفع و الضرر بحكمه و مشيّته، و
لا يملك أحد أن ينفع أو يضرّ غيره إلّا بما شاء، و كلّ مسخّر تحت أمره، و لا يجرى
في ملكه أمر أحد غيره عزّ و جلّ، له الملك و له الأمر و الحكم.
3- النَّفْعُ من اللّه
تعالى لخلقه: إنّما يتحقّق بعد الخلق و التكوين، و في مقام الإبقاء و إدامة
الحياة، ليصل الى كلّ موجود في بقائه ما يحتاج اليه من الخير و
الْمَنْفَعَةُ، و يتحصّل له بمقتضى تكوّنه و خصوصيّات خلقته ما يلزم له في إدامة
حياته، فانّ النفع من مصاديق الرزق، و هو تتميم للخلق، و في إدامة برنامج التكوين،
و النفع أعمّ من أن يكون بعنوان رزق أو بأىّ عنوان آخر، و هو الخير المطلق الواصل.
4- الإبقاء
مرحلة ثانويّة للتكوين، و تتميم و تكميل له، و به يتحقّق الغرض و المقصد من الخلق،
و إلّا يكون الخلق أبتر و عبثا. و لا بدّ من أن يكون البقاء في خصوصيّاته و
كيفيّته منطبقا على الخلق و التكوين، و أن لا يوجد تخالف بينهما، و إلّا لم يتحصّل
المنظور المطلوب في الخلق.
5- فكما أنّ
بسط الرحمة و تجلّى النور في مرتبة التكوين إنّما هو من اللّه عزّ و جلّ و ليس
لأحد غيره فيه اشتراك: كذلك بسط النفع و الرزق في مرحلة البقاء للموجودات، منحصر و
مخصوص به، حتّى يكون النفع منبسطا في الموجودات على وفق الاقتضاء فيها و على طباق
خصوصيّات التكوين، و صادرا من مبدأ واحد، و جاريا من فرد هو مالك السموات و الأرض
و بيده أزمّة الأمور، و هو الحىّ القيّوم على كلّ شيء و المحيط القادر بما لا
يتناهى، و لا محدوديّة في علمه
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 203