نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 220
معنى قولهم في هذه الموارد: إنّه بمعنى المفعول.
يراد من هذه
الكلمة في الآيتين: ما يكون بمقدار ما ينقر مرّة واحدة، و هو المتّصف بالتنقّر،
كالحبّة الملتقطة المنقورة.
و لا يصحّ
اختصاصه بخصوص نكتة النواة و غيرها كما في التفاسير.
. فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذلِكَ
يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ- 74/ 8 المراد النقر في الروح الحاكم المتعلّق
بالبدن و قواه، حتّى يتحصّل النزع و التفرّق فيما بين الروح و الجسد، و ينقطع
تعلّق الروح و نظارته و حكومته، و يبقى الروح باقيا مع تعلّقاته و صفاته المكتسبة
في أيام حياته الدنيويّة، روحانيّة أو حيوانيّة.
فالناقور هو
ذلك الروح المتعلّق الحاكم، و هو المدير المدبّر النافذ في البدن و أعضائه و قواه
و تجهيزاته.
فهذا النَّقْرُ أمر روحانىّ و
تحريك معنوىّ يؤثّر في الروح ثمّ ينتقل هذا النقر من النَّاقُورِ الى البدن،
فيتحقّق الانتزاع و التفرق بينهما، و هذا كما في قوله تعالى:
. فَإِذا
نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ- 23/ 101 و التعبير
بصيغة المبالغة في الناقور: فانّ الروح على هذا المبنى هو المؤثّر في البدن دائما
و الناقر في جميع أطواره و أحواله.
و أمّا النقر
فيه: فانّه نفخة من اللّه عزّ و جلّ و هو من روحه و من أمر الربّ، فيكفى في تنبيهه
نقر واحد و إشارة واحدة.
ثمّ إنّ الحمل
على حالة الموت و نزع الروح أولى و أنسب من الحمل على البعث: فانّ البعث جريان
عمومىّ بعيد زمانه و غير معلوم للإنسان خصوصيّته و كيفيّته و زمانه و مكانه، و هذا
بخلاف الموت المشاهد لكلّ من أفراد الإنسان، و هو من الأمور المقطوعة الواقعة عن
قريب.
هذا ما سبق الى
فكرنا في معنى الآية الكريمة، و اللّه أعلم بمراده.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 220