نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 224
الاجتماعيّة الانسانيّة، و يوجب اختلال النظم و سلب الاطمينان و
تزلزل الأمور و توقّف الجريانات الاجتماعيّة.
و النقض إبطال
ما سبق من الإنسان من نيّة خالصة أو عمل صالح، فينتج فسادا و اضطرابا و خسرانا و
اختلالا في الأمور الّتى بينه و بين اللّه تعالى و فيما بين الناس.
. وَ لا
تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً
تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ- 17/ 92 الأنكاث جمع
النكث بمعنى ما نقض و انحلّ من المغزول ليغزل ثانيا.
و الدخل بمعنى
ما يدخل من الخارج في شيء زائدا على أصل الموضوع المنظور.
يراد إحكام أمر
باليمين في الظاهر و فيما بين الناس، ثم نقضه كنقض الغزل، حيث إنّ اليمين كان
زائدا على اصول برنامجهم و داخلا فيها للتظاهر و المخادعة و لحفظ أموالهم و
أنفسهم.
و لا يخفى أنّ
أكثر الناس من المتدّينين برنامج عملهم على طبق هذه الآية الكريمة، حيث إنّهم
يأتون بالفرائض ثمّ ينقضونها بأعمال منافية مخالفة محرّمة متداولة فيما بينهم من
الغيبة و الإيذاء و التجاوز الى حقوق غيرهم بالأيدى و الألسن و الأبصار و الأسماع
و الظنون السيّئة و غيرها.
. أَ لَمْ
نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ- 94/ 3 الوزر
بمعنى الثقل وزنا و معنى، و بمعنى الحمل أيضا. و الظهر: في قبال البطون بأىّ
خصوصيّة كان، فانّه بدوّ و بروز، و يختلف باختلاف الموضوعات، من ذات شيء و صفته و
حاله و عمله و معاشه و برنامجه و صلاحه و فساده. و التعبير بالظهر إشارة الى تأثير
الوزر و نفوذه في جميع أنواع مظاهره.
و الثقل أعمّ
من الوزر المادّىّ أو المعنوىّ، و هذا مرتبط بقوله تعالى في آخر السورة السابقة:
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 224