نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 235
و من لوازم هذا التزوّج: الحقوق الثابتة المعيّنة لكلّ من الزوجين،
من العمل و الإعانة و الخدمة و الفعّاليّة في إدامة عيشهما، لكلّ منها بمقتضى
استعداده و حاله و وظيفته، و منها العشرة و التمتّع و التأنّس و حسن الصحبة و صدق
النيّة و خلوص السريرة و المحبّة.
و قد ورد في
الإسلام تفصيل خصوصيّات هذه الحقوق الثابتة لكلّ منهما.
و جمعناها في
كتاب- ازدواج و حقوق زن و مرد.
و لا يخفى أنّ
الزواج نموذج بارز محدود من المدينة الفاضلة، و فيه يتحقّق ما في الجامعة
المتمدّنة العادلة من الضوابط الحسنة، فانّ الجامعة إنّما تتشكّل من هذه البيوتات
الجزئيّة الصالحة أو الطالحة.
فليس النظر في
الزواج الى التمتّع المجرّد، كما يظنّه أهل الظواهر. كما أنّ مادّة النكاح ليست
بمعنى المجامعة، و إن كانت من آثاره بلحاظ التوالد و التناسل و تشكيل العائلة و
البيت.
و هذا المعنى
يتراءى في أكثر الحيوانات أيضا.
و يدلّ على
الأصل قوله تعالى:
. إِذا نَكَحْتُمُ
الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ- 33/ 49 فانّ
الآية الكريمة تدلّ على تحقّق النكاح من دون أن يقع المسّ.
و قوله تعالى:
. وَ
ابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ
مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ- 4/ 6 فانّ المراد من
البلوغ الى حدّ النكاح: هو الاستعداد بأن يتزوّج، و التمكّن من التأهّل و تأمين
الزوجة و حفظها فكرا و عملا، و البلوغ الى استطاعة التدبير و التنظيم للعائلة و
أمورها و احتياجاتها و تقدير معايشها. و لا يناسب حمل النكاح على التمتّع و
المجامعة، فانّ هذا يشترك فيه جميع الحيوانات، و ليس فيه دلالة على وجود الرشد.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 235