نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 238
قليل مع منّ، أو عطاء قليل غير هنى، و شيء شديد فيه كدورة، و خروج
لبن بشدّة و عسرة، و ما يجرّ شرّا و شؤما.
فلا بدّ من
لحاظ القيدين في الأصل، و إلّا فهو تجوّز، كما إذا استعملت المادّة في مفهوم واحد
من المعاني المذكورة.
. وَ
الْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ الَّذِي خَبُثَ لا
يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً- 7/ 58 الطيّب: ما يكون مطلوبا ليس فيه قذارة في الظاهر و
لا في الباطن.
و الخبيث:
يقابل الطيّب، و الخبيث في كلّ شيء بحسبه. و البلد: هو قطعة محدودة من الأرض
عامرة أو غير عامرة.
يراد إنّ الأرض
إذا كانت غير مطلوبة و غير خالصة و فيها قذارة: فلا يخرج نباتها إلّا في تعسّر و
انكدار، و هو قليل مشوم و غير هنيء.
و لا يبعد أن
نقول: إنّ البلد بمعنى محلّ الاستقرار أرضا أو غير ارض و مادّيّا أو غير مادّىّ. و
يدلّ عليه ما في كتب اللغة كما سبق: إنّ البلدة تطلق على الصدر، و قلنا إنّه
باعتبار الأفكار المستقرّة فيها.
و سبق في
النبت: إنّه خروج شيء من محل بالنموّ سواء كان المحلّ أرضا أو محلّا آخر، مادّيّا
أو معنويّا.
فتشمل الآية
الكريمة على النباتات الّتى تنمو من الأرض، و على ذرّيّة الإنسان المتولّدة
المنبتة من الأصلاب و الأرحام، و على الأفكار و الاعتقادات الظاهرة من الصدور و
القلوب.
و لا يخفى أنّ
محتوى الآية أمر طبيعىّ برهانىّ في كلّ من طرفى المنشأ و الناشي، و المنبت و
النابت، و لا اختصاص فيه بالأرض و الخارج منه.
فكلّ منبت طيّب
ليس فيه قذارة ينبت شيئا طيّبا، سواء كان المنبت أرضا أو صدرا أو رحما. و كلّ منبت
خبيث قذر منكدر من أىّ نوع من انواع المنشأ و المنبت لا بدّ أن ينبت شيئا قذرا
نكدا.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 238