نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 245
و العقبين: تثنية العقب و هو المتأخّر الخلف، و عقب القدم، و لكلّ
إنسان عقبان من قدميه.
و التحقيق
أنّ الأصل
الواحد في المادّة: هو رجوع عمّا من شأنه أن يستقّر فيه بحكم العقل أو باقتضاء
الوظيفة الشرعيّة أو الانسانيّة السالمة. فهذه القيود مأخوذة في الأصل.
فليس مطلق
الرجوع أو الرجوع القهقرى أو الرجوع بكفّ و منع عن الغير أو مطلق التأخّر أو
الرجوع الى الوراء: نكوصا.
و أمّا الرجوع
خوفا: فيكون من مصاديق الأصل إذا كان في مورد يقتضي العقل و الشرع تثبّته و استقراره،
لا مطلقا.
و أمّا الرجوع
عن الخير: فصحيح إن أريد مطلق الخير ظاهرا أو باطنا.
و المادّة
قريبة من مادّتى النكث و النكص لفظا و معنى.
. وَ إِذْ
زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ .... وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا
تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ
مِنْكُمْ- 8/ 48 فالنكوص من الشيطان رجوع عن تعهّده و قوله و تمايله، حيث
إنّه ألقى و أوحى في قلوبهم التقوية و التزيّن و النصر و الميل اليهم، ثمّ حين
العمل نكص عن تقويتهم و نصرهم و إجارتهم.
و هذا النحو من
التزيين ثمّ النكوص: عامّ في كلّ من الأفراد المتمايلين الى الهوى و الشيطان،
فانّه يزيّن لهم أعمالهم و حالاتهم و برامجهم و علائقهم الدنيويّة الى أن ينصرفوا
عن الحقّ و عن الصراط المستقيم، فيخلّى بينهم و بين ما يشتهون، و يظهر البراءة
منهم.