نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 250
النَّكَالُ هنا مفعول مطلق، فإنّ
النَّكَالَ في المعنى نوع من الأخذ و فيه معنى المؤاخذة و المعاقبة و التعذيب (و
قد ينوب عنه ما عليه دلّ). أى بصرف التوجّه و الرحمة عنه و بالتضييق و العقاب
عليه. و هذا النكال يلحقه في حياته الاولى الدنيويّة، و في حياته الآخرة.
. إِنَّ
لَدَيْنا أَنْكالًا وَ جَحِيماً وَ طَعاماً ذا غُصَّةٍ- 73/ 12
الْأَنْكَالُ جمع النِّكْلِ و هو القيد و كلّ شيء ينكّل به غيره و يقيّد و
يضيّق به، و هذا المعنى أعمّ من أن يكون في محسوس مادّىّ أو معنوىّ روحانىّ،
كالتعلّقات و التمايلات الى الشهوات في النفوس، و هذه التمايلات و العلائق تصير
قيودا لصاحبه في عالم الآخرة، كما أنّها تقيّد روح الإنسان في هذه الدنيا و تمنعه
عن التوجّهات الروحانيّة و الأعمال الإلهيّة.
. عَسَى
اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ اللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَ
أَشَدُّ تَنْكِيلًا- 4/ 84 التنكيل: جعل شخص ذا نكول، مثل أن يقال:
نكّلته فتنكّل، فالتنكيل يتعلّق بالمفعول بظهور أثر الفعل و تحقّقه فيه، و هو
المطاوعة و اختيار النكال في نفسه، بمعنى اختيار الانصراف و العدول عن الرحمة
الإلهيّة و قبول تحقّق النكال في حقّه.
و هذا المعنى
كسائر أنواع التعذيب: إنّما يتحقّق في الخارج بعد الكفر و الضلال و العناد، فيختار
النكال على الرحمة.
و لا يخفى أنّ
كلمات المفسّرين قد اضطربت و اختّلت في هذه الآيات الكريمة و في تفسير صيغ هذه
المادّة، بحيث لا توافق التحقيق عن مادّة الكلمة و لا عن صيغتها و لا عن مفهوم
الآية و دلالتها.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 250