نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 263
- 13/ 35 الأنهار المذكورة بعد موضوع التقوى: تشمل أنواع النهر من
الماء و اللبن و الخمر و العسل، كما قلنا.
و أمّا النَّهَارُ: قلنا إنّه
الضياء في قبال الظلمة، و زيدت فيه الألف و أصله النَّهَرُ، و هو صفة
كحسن، بمعنى ما يتّصف بالجريان في تدافع و قوّة. و النَّهَارُ أيضا كجبان
صفة في الأصل، و يطلق على جريان في الضياء و الحرارة الفائضتين من الشمس.
فالكلمتان صارتا بالغلبة اسمين للنهر المعروف و النهار في قبال الليل.
. تُولِجُ
اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ تُولِجُ النَّهارَ فِي
اللَّيْلِ- 3/ 27. ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ
حَثِيثاً- 7/ 54 ولوج الليل و غشيانه النهار لا يصحّان في الوقت و الزمان،
فانّ امتداد الليل في طول امتداد النهار، و لا يمكن الولوج و الغشيان في الليل على
النهار بمعناهما الزمانىّ.
و أمّا النَّهْرُ و
الِانْتِهَارُ بمعنى الزجر و اختيار الزجر: ففيه جريان كلام مع تدافع و قوّة
وحدّة، فيكون من مصاديق الأصل.
قال تعالى:
. فَلا تَقُلْ
لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً- 17/ 23. فَأَمَّا
الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ- 93/ 10 النهر
في القول عبارة عن كلام و جملات متتابعة جارية فيها تدافع وحدّة و شدّة و لو كان
في لحن القول فقط دون معناه. و هذا يقابله اللين في القول مع طمأنينة.
فظهر أنّ النهر
ليس بمعنى الزجر كما في اللغة و التفاسير، بل جملات فيها تدافع وحدّة و شدّة و لو في
لحن الكلام.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 263